أثبتت دراسة حديثة أنه يمكن علاج مرض السكري من النوع الثاني المنتشر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عن طريق التدخل المكثف في أسلوب الحياة. بالإضافة إلى ذلك، فإنه يساهم في تحسين سكر الدم لدى فئة الشباب من عمر 18 حتى 50 عاماً ويساهم في نقص أوزانهم. وعندما تم مقارنة أثر العناية الطبية بالتدخل المكثف لتغيير أسلوب الحياة على مرضى السكري الذي يشتمل على تغيير في أسلوب التغذية والنشاط البدني والسلوك، كانت النتائج مبهرة حيث أن تنظيم التغذية المصاحب للتمارين الرياضية المنتظمة الذي يتبعه نقص في الوزن ساهم في علاج مرضى السكر.
يساهم هذا العلاج في تقليل العلاج الإكلينيكي الذي يحتاج لوقت أطول، كما أنه يساعد عشرات الآلاف من البشر في تحسين حياتهم وتعزيز متوسط أعمارهم المتوقعة
طريقة العلاج
يتم هذا العلاج عن طريق تقديم نظام غذائي متميز يختلف عن النظام الغذائي المعتاد، حيث يتناول المريض بالسكري وجبات غذائية منخفضة الطاقة ويتم إعادة تقديم الطعام بشكل تدريجي إلى جانب دعم الأنشطة الرياضية والبدنية كما يتم فيه متابعة انخفاض الوزن بشكل دقيق في مرحلة تشتمل على دعم نمط حياتي منتظم، حيث يفقد المريض 12 كيلوجرام من وزنه في 12 شهراً. وإذا ما نظرنا إلى العلاج الإكلينيكي فإن الطريقة المتبعة تتمثل في تقديم الرعاية السريرية للمريض بالسكري، ومن ثم فإن عليه الالتزام بالإرشادات الطبية التي يتلقاها أثناء فترة العلاج السريري. ويمكن أن ينقص الوزن 4 كيلوجرام فقط خلال 12 شهراً.
أثر العلاج على وزن جسم المريض
إن وزن الجسم لدى المرضى المصابون بالسكري من النوع الثاني، والذين يتم علاجهم بالتدخل المكثف لتغيير أسلوب حياتهم، ينقص بمقدار 12 كيلوجرام سنوياً في حين أن مرضى السكري الذين يتلقون العلاج الطبي الذي يعتمد على العلاج الإكلينيكي ينقص وزنهم بمقدار 4 كيلو جرام فقط سنوياً بفرق يصل إلى 8 كيلوجرام لدى كل مريض.
وبالتالي فإن المرضى الذين يغيرون من أسلوب حياتهم تنقص أوزانهم بمقدار 15% خلال سنة واحدة في حين ينقص وزن المرضى تحت المراقبة الطبية 1% في نفس العام. ففي حين أنه يتم علاج 61% من المرضى الذين يغيرون من أسلوب الحياة فإن ذلك يقابله 12% فقط ممن يتلقون علاجهم تحت الرعاية الطبية.
كما يمكن أن تحدث حالات معاكسة خطيرة بسبب عوارض غير متوقعة لدى مرضى السكر الذين يتلقون العلاج الإكلينيكي مثل تسارع دقات القلب وآلام البطن والالتهاب الرئوي والتهاب الخصية ويمكن أن يكون لعوارض متوقعة مثل فرط سكر الدم.
يمكن الاستنتاج أن التدخل المكثف في سبيل تغيير أسلوب الحياة لدى مرضى السكري من النوع الثاني يقود إلى نقص أوزانهم بمقدار 12 كيلوجرام بالتزامن مع علاج 60% منهم في حين 30% آخرين يعانون من نقص السكر في الدم بعد متابعة العلاج.
الخلاصة
في ضوء ذلك، فإن مرضى السكر من النوع الثاني الذي يمثله شريحة كبيرة من فئة الشباب المتراوحة من 18 حتى 50 والذين يعانون من مرض السكري المبكر يمكن أن يغيروا من سلوك حياتهم بطريقة أو بأخرى لتحسين نتائج فحوصات دقات القلب، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى تحسين وتنظيم حياتهم الصحية والتمتع بها على المدى البعيد.
إن هذا النوع من مرض السكري يمكن أن يعالج شريحة كبيرة من المصابين به إذا تم علاجه في سن مبكر وهذا تحدي للذين يدعون أن مرض السكري من النوع الثاني هو مزمن ولا يمكن علاجه إلا بالمتابعة الطبية الحثيثة للتحكم في الأعراض المصاحبة وسبل الوقاية من مضاعفاتها.